«ونس الحكايات» ورشة حكي لسيدات وفتيات الصعيد: فضفضة جريئة في وش الوجع
ورشة حكي استهدفت 25 سيدة وفتاة من محافظة سوهاج، أتاحت لهنّ مساحة آمنة للحديث عن مشاكلهنّ وفتح قلوبهنّ للتعبير عن أوجاعهنّ، خاصة التمييز والتنمر والوصم كونهنّ إناثاً ما أدى لحرمانهنّ من بعض الوظائف وفرص التعليم، وغيرها من الحكايات التي استمعت لها زهرة عبداللاه، مؤسس ورشة «ونس الحكايات» للكتابة الإبداعية وتمت ترجمتها إلى عرض ومجموعة قصصية بعنوان «على الهامش» بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
تفاصيل ورش الحكي
قدمت «زهرة» ورشتي حكي نتج عنهما عرض ومجموعة قصصية على مدار 6 أشهر، كانت في البداية متخوفة من عدم مشاركة السيدات بسبب الضغوط المجتمعية، لكنها تفاجأت بالإقبال الكبير الذي شجّعها على اختيار مَن لديهن قصص مؤثرة: «بدأنا ندعم الستات بأدوات مختلفة، منها الكتابة الصباحية وإزاي يفرّغوا اللي جواهم ويحسّنوا صحتهم النفسية، وكمان شجرة الدعم الذاتي بممارسة الرياضة، أو تستعين بأخصائي نفسي أو سلوكيات جديدة».
نُشرت 27 قصة لـ23 سيدة وفتاة من سوهاج، إحداها عن الختان، وأخرى عن الحرمان من الميراث، وثالثة عن تأخر سن الزواج، وغيرها من الحكايات، ومن بين بطلات هذه القصص شيماء محمد، التي روت بكل شجاعة مشكلتها بسبب تأخر الزواج وبلوغها الـ34 عاماً، وخوفها من هذه الخطوة بسبب مشاكل العلاقات الزوجية من حولها «أرى كل بنت كوردة انطفأت بعد الجواز، لذا أصابني الخوف وقررت عدم الزواج».
حكاية «شيماء» مع ورش الحكي
تحكي «شيماء» أنَّها لم تترد فى المشاركة بالورشة فور الإعلان عنها، خاصة أنَّها في تلك الفترة كانت تمر بحالة اكتئاب: «تحمست أني أخيراً سأجد مساحة آمنة أتحذ فهيا براحة وأجد خلالها من يسمعني»، بدأت «تفضفض» بحسب وصفها، وتستعيد ذكريات الطفولة وكل ما كان يقلقها ويُخيفها: «قصص زواج من حولي تخوّف، أصبحت أرى جميع الرجال يتحكمون في حياة السيدات وحتى في مشاعرهنّ، الجميع يشكو، خشيت أن أصبح واحدة منهنّ».
استكملت تعليمها بصعوبة واستطاعت -بعد كفاح- أن تصبح معلمة للغة التركية بجامعة سوهاج: «نحن 8 بنات وولد، لدينا الفتاة آخرها معرفة القراءة والكتابة فقط، صممت أن آخذ فرصتي كاملة، والحمد لله نجحت»، خرجت من الورشة بنفسية أفضل وتخلصت من معظم مخاوفها.
أما آية رزق، طالبة بكلية الصيدلة، فتقول: «مشكلتي عدم نجاحي في علاقاتي الاجتماعية، لذا قررت المشاركة في الورشة، حتى يمكنني تحسين علاقاتي ومعالجة مشاكل الطفل الكامن في داخلي»، مشيدة بما تعلمته على مدار محاضرات الورشة الـ8 واستمتاعها بالأنشطة المختلفة التى جعلتها تكتشف نفسها من جديد وتتغلب على ضغوطات مجتمعها: «الكتابة الصباحية كان لها مفعول السحر، أن أصحو وأفرّغ كل ما في رأسي، هذا يجعلني في حالة نشاط دائم».
المصدر الوان