«عم سيد» كان حداد والزمن جار عليه: مراتي رمت لي العيال وأنا اللي ربيتهم
على أحد أرصفة شوارع العتبة يجلس «عم سيد» الرجل السبعيني مرتديا الجاكيت الأسود والشال الأخضر ليواجه برودة الشتاء وأمامه «كرتونة» بها مجموعة من عرائس الأطفال ذات الألوان المبهجة، التي يصنعها بيديه ليبيعها على أمل أن يساعده في توفير قوت يومه بعد أن أصيب بمرض «التهاب رئوي» وأصبح غير قادر على العمل كحداد كما اعتاد منذ عقود طويلة.
رحلة عم سيد من الإسكندرية للقاهرة
«سيد حسن» صاحب الـ72 عاما والمقيم بحي الأسمرات بالمقطم يروي في حديثه لـ«الوطن» حين جاء إلى القاهرة مع أهله وهو يبلغ من العمر 4 سنوات «أنا أصلا من إسكندرية وجيت القاهرة هنا مع أهلي من سنة 54 وكان عندي 4 سنين عشان مكنش فيه مصدر زرق وقعدنا في بولاق».
لجأ عم سيد إلى بيع العرائس بعد تدهور حالته الصحية سنوات طويلة ظل فيها «عم سيد» يعمل في مهنة الحدادة إلا أن حالته الصحية تدهورت بعد أن أصيب بمرض «التهاب رئوي» منعه من استكمال العمل في مهنته الأساسية وراح يلجأ إلي بيع عرائس الأطفال التي يصنعها بيديه «كنت شغال حداد من وأنا عندي 23 سنة وسيبتها سنه 1970 بعد لما تعبت من الالتهاب الرئوي ومبقتش أعرف اشتغل حداد تاني»، بحسب قوله.
التاسعة صباحا موعد بدء الرجل السبعيني لرحلته اليومية مع بيع ألعاب الأطفال أو عرائس الأطفال بعدما يكون انتهي من عملها في منزله «بشتري القماش من العتبة هنا وبشترتي العرايس فاضية وأنا وأقاعد في البيت بفضل أخيط القماش وأعمل الأشكال المختلفة من الفساتين وبعدين بلزقهم بالشمع وبنزل أبيعهم»، موضحا أن العروسة الكبيرة بـ15 جنيهًا والصغيرة بـ10 جنيهات.
معاناة عم سيد بعد انفصاله عن زوجته
يعيش «عم سيد» في شقة صغيرة بالإيجار بملبغ قدره 300 جنيه شهريا بعد انفصاله عن زوجته تاركة له 3 أبناء تتراوح أعمارهم ما بين 31 و36 عاما «مراتي سبتهم ليا هما وصغيرين وأنا اللي ربيتهم وجوزت بنتي الحمد لله ومحمد ابني أتجوز والتاني لسه قاعد متجوزش».
عم سيد أشار إلى أنه لم يتمكن من دفع الإيجار منذ 3 أشهر «بعتولي إنذار عشان مدفعتش الإيجار ليا 3 شهور»، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه ما زال يبتسم للحياة «الحمد لله على كل حال وربنا يسترها علينا لغاية لما أموت بس نفسي حد يساعدني في العلاج بتاعي».
المصدر الوان