يمني وسوري ومصري على مائدة إفطار «شباب فيصل».. «محدش هيحس بالغربة»
«يمني، سوري، مصري».. 3 جنسيات تجمعها مائدة إفطار واحدة وطعام واحد، يجلسون جنبا إلى جنب في انتظار رفع أذان المغرب كل يوم، بينهم المحتاج ومنهم ما دون ذلك، في مشهد يومي على مدار ثلاثين يوما تتلاشى فيه الفوارق المجتمعية والمادية.
مائدة إفطار فيصل تجمع المغتربين وقت الأذان
«معادن الناس بتظهر وقت الشدة»، مقولة دارجة تجسّدت في عدد من شباب منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، كرسوا جهدهم ووقتهم لإعداد مائدة إفطار يومية في شارع أحمد إبراهيم الشهير بالمنطقة، تستضيف الجنسيات المختلفة لـ المغتربين في مصر: «بنستقبل يمنيين وسوريين وأي جنسيات تانية عايشة معانا عشان نفطر كلنا مع بعض ومحدش يحس بالغربة ولا حد يحس إنّه لوحده من غير أهله»، بهذه الكلمات القليلة وصف الشيف أحمد البرديسي، صاحب فكرة المائدة الرمضانية، في بداية حديثه لـ«الوطن».
مائدة إفطار شباب فيصل قائمة على تبرعات الشباب القائم بإعدادها وأموال أهل المنطقة، إذ يتولى أحدهم شراء المواد الغذائية وآخر يطهيها، وفي الساعة الأخيرة قبل أذان المغرب يتسابق الجميع لـ«رص» الأطباق والأكواب التي تقدم أشهى الأكلات والعصائر لزائري المائدة الرمضانية، بحسب قول «البرديسي».
مائدة إفطار شباب فيصل تجمع 150 فرد يوميا
تستوعب المائدة 150 فردا يوميا على الفطار، يتنوع زائريها بين الجنسيات المختلفة، إلى جانب استقبال غير القادرين ماديا: «بنعمل كل يوم أحسن أكل، فراخ و كفتة مشوية، وسلطة ومخلل وخضار وفاكهة ومياه وعصير وعيش»، وفقا لحديث صاحب فكرة المبادرة، موضحا أنّ عدد كراسي المائدة يزداد كل يوم: «وإن شاء الله هنوصلها لـ500 فرد على مدار الشهر».
لم تكن مائدة الإفطار هي العمل الأول من نوعه للشيف «البرديسي»، إذ انطلقت شرارة مبادرة شعبية للشاب العشريني، في بدايات الصيف قبل الماضي وقت ذروة إصابات فيروس كورونا في مصر رغبة منه في مساعدة أهل منطقته، إذ ترك رقم هاتفه على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، معلنًا استعداده التام تلقي المكالمات والرسائل في أي وقت، وبحسب روايته: «تولى هو والمتطوعين معه توصيل الوجبات إلى المنازل مباشرة وتركها أمام باب الشقة مع ارتداء الكمامة وقفازات اليد حتى لا يصاب أحدهم بالعدوى».
المصدر الوان