استطلاع يكشف هل يثق المرشحون في الذكاء الاصطناعي أثناء المقابلات
كتب فهد أحمد
في السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من عملية التوظيف، حيث تستخدم الشركات تقنيات متقدمة لتحسين كفاءة اختيار المرشحين. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يثق المرشحون في هذه التقنيات أثناء المقابلات؟ استطلاعات الرأي الأخيرة تكشف عن آراء متباينة حول هذا الموضوع.
ثقة المرشحين في الذكاء الاصطناعي
تشير الدراسات إلى أن العديد من المرشحين لا يشعرون بالراحة عند استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف. وفقًا لاستطلاع أجرته مجموعة أديكو، يفضل 68% من الباحثين عن عمل الحكم البشري على تقييمات الذكاء الاصطناعي، خاصة عند تقدير المهارات غير التقليدية. هذا يعكس قلقًا كبيرًا بشأن قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم الجوانب الإنسانية في التوظيف.
مخاوف من التحيز
تظهر الأبحاث أن هناك مخاوف من احتمال تحيز الذكاء الاصطناعي ضد فئات معينة من المرشحين. 42% من المشاركين في الاستطلاع أعربوا عن قلقهم من عدم قدرة الذكاء الاصطناعي على التقاط الإشارات غير اللفظية مثل لغة الجسد ونبرة الصوت. هذه المخاوف تعكس عدم الثقة في قدرة الأنظمة الذكية على تقييم المرشحين بشكل عادل.
القدرة على تقييم المهارات
بالرغم من الشكوك، يعتقد 64% من المشاركين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيدًا في مطابقة المرشحين مع الوظائف المناسبة. هذا يشير إلى أن هناك اعترافًا بفوائد الذكاء الاصطناعي، ولكن مع ضرورة وجود عنصر بشري في عملية التقييم.
تجارب المرشحين مع الذكاء الاصطناعي
تجارب المرشحين مع أدوات الذكاء الاصطناعي تتفاوت بشكل كبير. بعض المرشحين يشعرون بأن هذه الأدوات تعزز من فرصهم في الحصول على الوظيفة، بينما يعتبرها آخرون وسيلة للغش. على سبيل المثال، ظهرت أدوات مثل “الملقن السحري” التي تساعد المرشحين على تقديم إجابات أثناء المقابلات، مما أثار جدلاً حول أخلاقيات استخدامها.
أداة الملقن السحري
تعمل هذه الأداة على تقديم إجابات مقترحة للمرشحين أثناء المقابلات، مما يمنحهم الثقة في تقديم أنفسهم. ومع ذلك، وصف بعض الخبراء هذه الأداة بأنها “أداة غش”، حيث أنها لا تعكس المهارات الحقيقية للمرشح. هذا الجدل يعكس التوتر بين استخدام التكنولوجيا في التوظيف والحفاظ على نزاهة العملية.
التجهيز للمقابلات
تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي المرشحين على التحضير للمقابلات من خلال تقديم ملاحظات فورية وتحليل أدائهم. هذه الأدوات توفر للمرشحين فرصة لتحسين مهاراتهم في التقديم، مما قد يزيد من فرصهم في النجاح. ومع ذلك، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه التحسينات تعكس قدراتهم الحقيقية.
الذكاء الاصطناعي في التوظيف: بين الفوائد والمخاطر
بينما تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي فوائد عديدة، مثل تحسين كفاءة عملية التوظيف، إلا أن هناك مخاطر تتعلق بالتحيز وفقدان النزاهة. يجب على الشركات أن تكون واعية لهذه المخاطر وأن تسعى لتحقيق توازن بين استخدام التكنولوجيا والحفاظ على العنصر البشري في عملية التوظيف.
تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي
تواجه الشركات تحديات متعددة عند دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات التوظيف. من بين هذه التحديات، عدم القدرة على تفسير الإشارات غير اللفظية، مما قد يؤدي إلى تقييمات غير دقيقة. كما أن هناك قلقًا من أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تجاهل المهارات غير التقليدية التي قد تكون مهمة في بعض الوظائف.
أهمية الشفافية
تعتبر الشفافية في استخدام الذكاء الاصطناعي أمرًا حيويًا لبناء الثقة بين المرشحين وأصحاب العمل. يجب على الشركات أن توضح كيفية استخدام هذه التقنيات في عملية التوظيف، مما يساعد على تعزيز مصداقية العملية ويقلل من المخاوف المتعلقة بالتحيز.