سد النهضه/صفقة القرن

كتب ارشف سعد

سد النهضه/صفقة القرن
اجتمع وزراء الخارجية ووزراء الري والموارد المائية لكل من مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن للتوقيع على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة في أوقات الجفاف والجفاف الممتد وأوقات الشح المائي والآيات مراقبة التنفيذ و كذلك الآيات فض المنازعات. وكان هذا الاجتماع مقرر عقده منذ أسبوعين ، والفنيين المختصين للثلاث بلاد يجتمعون بصفة دورية لوضع الصياغة التي يتم بها الاتفاق من النواحي التقنية كانت هندسية او قانونيه. وكان من المقرر حضور وزير الخزانه الأمريكي ستيف منوشن وممثل عن البنك الدولي. وتم الاجتماع لمدة يومين من المناقشات المكثفه واتفق على مد الاجتماع لمدة يومين اخرين لان الرئيس الامريكي اعرب عن رغبته القوية في الوصول الى اتفاق في هذه الجولة.

وفي اليوم الرابع والأخير لهذه الجولة من الاجتماعات توصلت البلاد الثلاثة الى اتفاق على كل النقاط من ملء السد لتشغيله لأوقات الجفاف والجفاف الممتد وأوقات شح المياه وقامت وزارة الخزانه بتدوين كل ذلك في مذكره ومصر الوحيدة التي وقعت عليها. ولكن مازالت هناك بعض نقاط خلاف ستقوم الأطقم الفنيه بمناقشتها، وتشمل آلية تشغيل السد خلال الظروف الهيدرولوچية العادية، وآلية التنسيق لمراقبة ومتابعة وتنفيذ الاتفاق وتبادل البيانات والمعلومات، واخيراً آلية فض المنازعات.

وقد اتفق ان تستكمل الأطقم الفنية المناقشات للانتهاء من الصياغات التي يتفق عليها الجميع وان الاتفاق سيوقع في واشنطن في اخر فبراير.

ومع تاخر الاتفاق وطول مدة المفاوضات شعر بعض المصريين بالقلق خصوصاً انه في اثناء هذه الفترة اعلن ترامب عن خطته للسلام في الشرق الاوسط وجاءت كما توقع الجميع منحازة انحياز كامل لاسرائيل. وتخوف المصريين كان انه يمكن الضغط على مصر لقبول هذه الخطة وذلك بتهديدها باتفاق سد النهضة. وفي الحقيقة اعتبرت انا ذلك شئ مهين جداً لمصر ان يعتقد ابناءها انه يمكن الضغط على مصر بهذه الطريقة وإملاء شروط امريكا واسرائيل عليها. واعتقد انه الان بعد ان ادلى العالم كله بدلوه من هذه الخطه، فلا كلام على اي نوع من الضغط الامريكي على مصر. إن مصر بلد حرة مستقلة تتخذ قراراتها بما فيه مصلحتها ودون اي ضغوط من اي جهة لانها تتعامل من منطلق الندية.
والجدير بالذكر ان هناك الكثير من “التسريبات” بالنسبة لبنود كثيرة تخص كل دول الشرق الاوسط وحتى يتم الاعلان عنها لا يمكن التعامل مع هذه التسريبات، وخصوصاً انه يقال انه غير مسموح الا لخمسة أشخاص فقط ان يروا هذه الخطة بالكامل. وهذا عادة يعني ان كل هذه تكهنات ولا يمكن الأخذ بها محمل الجد اطلاقاً.
الموقف الرسمي المصري مازال نفسه من المطالبة بتطبيق قرارات مجلس الامن والشرعية الدوليه في حل الدولتين حيث تكون دولة فلسطين دوله مستقلة ذات سيادة في داخل حدود ٤ يونيه ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. وردود الفعل لهذه الخطة اغلبها معادي حتى من بعض المسؤلين الامريكيين وحتى من بعض اليهود.

وحتى الامم المتحدة لم تقبل هذه الخطة لانها لا تتناسق مع قرارات الامم المتحدة والشرعية الدوليه وان حل الدولتين الذي نص عليه حل ترامب لا يعطي لفلسطين حدود ٤ يونيه ١٩٦٧ ولا يعتبر ان القدس مدينة محتله وترفض الامم المتحده ذلك كله.

وكان ترامب قد منح اسرائيل حق ضم المستوطنات الغير شرعية في الضفة الغربية ولكن كوشنر كان قد طلب من نتنياهو عدم القيام بضمهم الان حتى تهدأ الأجواء بعد الاعلان عن صفقة القرن.

وكما عهدنا اول شئ قام به نتنياهو بعد اعلان هذه الخطه هو الطلب من الكنيست الاسرائيلي بالتصويت يوم الاحد القادم على صم ٣٠٪؜ من الضفة الغربية الى أراضي اسرائيل.

ولم يكن الاعتراض على هذه الخطة المجحفة والمنحازة تماماً لاسرائيل من جانب المسؤلين على كل المستويات ومن كل الاجناس والتوجهات، بل نجد اعتراض ايضاً على مستوي الشعوب فهذه احتجاجية قام بها طلبة جامعة هارفارد في امريكا عندما ذهب رجل اسرائيلي يحاضرهم عن شرعية المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية.

وقد يكون كل هذا الاعتراض من كل الجهات هو السبب الأساسي وراء “التسريبات” الاخيره عن هذه الصفقة لانها لعبة سيكولوچية وهي إعطاء “معلومات” عن كل ما هو غير مقبول بالنسبة لكل الدول العربية حتى عندما تعلن الشروط وليس فيها كل هذا تشعر الشعوب بالامتنان وتقبلها. ولكن الرفض واضح حتى الان من الجهات الرسميه لمن يسمع ومن يري.

وقد صرح امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط ان الدول العربيةسترفض صفقة القرن وان الرئيس محمود عباس سيلقي خطاب يوم الاحد يطرح فيه الرؤيا الفلسطينيه فيما يتعلق بالخطة الامريكيه للسلام.

مع كل هذا الحراك فلا عجب ان نجد الكثير من التسريبات لاثارة البلبله والتشكيك بين الشعوب العربية التي تثور بسهوله لاي شئ يقال ودون التحقق منه او حتى دون استخدام المنطق في تطبيق ما يحدث على الارض فعلاً من ردود افعال عالمية وما يقال “كتسريبات” لا اساس لها ولا يمكن مناقشتها ولا حتى نفيها لانها مجرد اشاعات. وفي الرابط التالي يقوم الدكتور صائب عريقات بوضع النقاط على الحروف بمنتهى الصراحة والوضوح ولعل الجميع يفهم ويعى غرض التسريبات.

سد النهضة الإثيوبي، المعروف أيضًا بسد الألفية الكبير، هو مشروع ضخم يقع على نهر النيل الأزرق في إثيوبيا. منذ بدء إنشائه في عام 2011، أصبح هذا السد محورًا للجدل والنزاع بين الدول المتشاطئة على نهر النيل، وخاصة مصر والسودان. في الوقت نفسه، تتداخل قضايا سد النهضة مع قضايا سياسية أخرى في المنطقة، مثل “صفقة القرن”، التي تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل سد النهضة، تأثيراته على دول المصب، وكذلك العلاقة بينه وبين صفقة القرن.

سد النهضة: خلفية تاريخية

بدأت أعمال بناء سد النهضة في عام 2011، ويُعتبر أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في إفريقيا. يهدف السد إلى توليد الطاقة الكهربائية لتلبية احتياجات إثيوبيا المتزايدة، حيث يُتوقع أن يُنتج حوالي 6,000 ميغاوات من الطاقة. يقع السد في منطقة بني شنقول-قماز، بالقرب من الحدود السودانية، ويبلغ ارتفاعه 145 مترًا وطوله 1,780 مترًا.

تعتبر الحكومة الإثيوبية أن سد النهضة حجر الزاوية في خطط التنمية المستدامة، حيث سيوفر الكهرباء لنحو 55% من السكان، بالإضافة إلى إمكانية تصدير الطاقة إلى دول الجوار. ومع ذلك، فإن بناء السد أثار مخاوف كبيرة في مصر والسودان، حيث يعتبران أن السد قد يؤثر سلبًا على حصتهما من مياه النيل.

التأثيرات المحتملة لسد النهضة

على مصر

تعتبر مصر من أكثر الدول تأثرًا بسد النهضة، حيث تعتمد بشكل كبير على مياه النيل لتلبية احتياجاتها المائية. يُخشى أن يؤدي ملء خزان السد إلى تقليل تدفق المياه إلى مصر، مما قد يؤثر على الزراعة وإمدادات المياه. تشير التقديرات إلى أن حوالي 60% من الأراضي الزراعية في مصر تعتمد على مياه النيل، وبالتالي فإن أي نقص في المياه قد يؤدي إلى فقدان مصادر الرزق لملايين المزارعين.

على السودان

بالنسبة للسودان، فإن تأثير سد النهضة معقد. من جهة، قد يوفر السد فوائد من خلال تقليل الفيضانات التي تؤثر على الأراضي الزراعية. من جهة أخرى، هناك مخاوف من أن يؤدي ملء السد إلى تقليل تدفق المياه إلى السودان، مما قد يؤثر على الزراعة ومصادر المياه في البلاد.

المفاوضات والتوترات

على مر السنوات، جرت العديد من جولات المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي. تتهم مصر إثيوبيا بالتعنت في المفاوضات، بينما تؤكد إثيوبيا على حقها في استخدام مواردها المائية. في عام 2022، قدمت مصر مقترحًا فنيًا يراعي مصالح إثيوبيا، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق.

صفقة القرن: خلفية تاريخية

تُعرف “صفقة القرن” بأنها خطة سلام أعدها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. تم الإعلان عن الصفقة في يناير 2020، وتضمنت عدة بنود مثيرة للجدل، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

تعتبر الصفقة جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل العلاقات في الشرق الأوسط، وقد قوبلت بانتقادات واسعة من قبل الفلسطينيين والدول العربية.

العلاقة بين سد النهضة وصفقة القرن

تتداخل قضايا سد النهضة وصفقة القرن في عدة جوانب. أولاً، كلاهما يمثل تحديات كبيرة للأمن المائي والسياسي في المنطقة. بينما تسعى إثيوبيا إلى تحقيق التنمية من خلال سد النهضة، تواجه مصر تحديات كبيرة في الحفاظ على حصتها من مياه النيل.

ثانيًا، يمكن أن تؤثر التطورات في ملف سد النهضة على العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. في ظل التوترات المتزايدة حول المياه، قد تسعى بعض الدول إلى تعزيز التعاون مع إسرائيل في مجالات مثل الطاقة والمياه.

الآثار الاجتماعية والاقتصادية

في مصر

إذا استمر نقص المياه بسبب سد النهضة، فقد يؤدي ذلك إلى آثار اجتماعية واقتصادية خطيرة. من المحتمل أن تتزايد معدلات الفقر والبطالة، خاصة في المناطق الريفية التي تعتمد على الزراعة. كما قد يؤدي نقص المياه إلى تفاقم الأزمات الصحية، حيث ستتأثر إمدادات المياه النظيفة.

في إثيوبيا

على الرغم من الفوائد المحتملة لسد النهضة، إلا أن هناك أيضًا آثار سلبية محتملة. قد يؤدي بناء السد إلى تهجير المجتمعات المحلية، مما يسبب اضطرابات اجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه إثيوبيا تحديات في إدارة المياه بشكل مستدام، خاصة في ظل التغيرات المناخية.

سد النهضة الإثيوبي يمثل تحديًا كبيرًا للأمن المائي في المنطقة، ويعكس الصراعات المعقدة بين الدول المتشاطئة على نهر النيل. في الوقت نفسه، تتداخل قضايا المياه مع القضايا السياسية الأوسع، مثل صفقة القرن، مما يزيد من تعقيد المشهد. يتطلب الوضع الحالي تعاونًا دوليًا وإرادة سياسية قوية للتوصل إلى حلول مستدامة تضمن حقوق جميع الأطراف المعنية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد