وباء عالمي – الجزء الأول

وباء عالمي – الجزء الأول
هذا كان تصنيف منظمة الصحة العالمية WHO لفيروس كورونا او كوفيد ١٩ باسمه الرسمي. وهذا التصنيف له معنى كبير بالنسبة لإلزام كل الدول الاعضاء في الأمم المتحدة. هناك بروتوكولات ومنظومات متفق عليها بين منظمة الصحة العالمية وكل الدول الأعضاء فيها، على تطبيقها متى تعلن المنظمة ان أي مرض قد اصبح وباءً عالمياً pandemic. وهذه المنظومات والبروتوكولات تتصل بنواحي كثيرة في الحياة ولا تقتصر فقط على النواحي الصحية. وكل بلد لها منظومتها الخاصة بذلك ولكن لابد وان تطبق الإرشادات الأممية التي تضعها المنظمة. وبعد ذلك طريقة تطبيقها متروكة لكل بلد على حدة.

في امريكا وعبر الأعوام القليلة الماضية ،

منذ انتشار التسمم بالانثراكس anthrax بعد واقعة هدم ابراج التجارة العالمية في ٢٠٠١، ومروراً بكل الأوبئة التالية من أنفلونزا الطيور والخنازير والايبولا والسارس والميرس إلخ، رأينا تمرير لقوانين مختلفة عن كيفية التعامل مع الأوبئة ، بإشراك الأمم المتحدة عبر منظمة الصحة العالمية، كي يكون هناك رد فعل عالمي لأي وباء خصوصاً لو صنفته المنظمة كوباء عالمي. في اغلب الولايات يعطي حاكمها الحق في اعلان حالة الطوارئ التي تعطيه صلاحيات قانونية غير محدودة لمواجهة هذا الطارئ. وهذه الصلاحيات بالتالي تعني إيقاف تطبيق الكثير من الحقوق الممنوحة للمواطنين بمقتضى الدستور والقانون. فيمكن للحاكم في مثل هذه الظروف ، وتطبيقاً لحالة الطوارئ ، ان يصادر أي ممتلكات ويوقف أي شخص مشتبه فيه انه خطر على الأمن القومي وإرغام المواطنين على إطاعة قرارات الحاكم حتى فيما يخص شخصهم مثل ارغام المواطنين على التطعيم رغماً عنهم او مصادرة أسلحتهم ايضاً ضد إرادتهم، او احتجازهم دون إذن من النيابة او القضاء لو اعترضوا على أي شئ تريد حكومة الولاية تطبيقه.
أما على المستوي الفدرالي فعندما يعلن رئيس الجمهورية حالة الطوارئ في البلد فله صلاحيات تكاد تكون مطلقة على شعبة. ويبدو ان هذا ما قد يعلنه ترامب قريباً لانه في حديثه للمواطنين بعد اعلان منظمة الصحة العالمية بان كورونا الان يعتبر وباء عالمي قال انه اتخذ بعض الاجراءات الاقتصادية التي تخفف العبئ على المواطنين بناء على حالة الطوارئ.

جزء كبير من تخوف العالم من كورونا لم يكن من المرض نفسه ولكن مما قد يتخذ من إجراءات بحجة مواجهة هذا المرض. ولذا نجد ان الكثيرين من الشعوب لم تعير هذا المرض الاهتمام الكافي في اول الأمر واعتبرته نوع من الانفلونزا ولكن بطعم مختلف. ولذا نجد مثلاً رئيس البرازيل يعلن ان اخطر شئ بالنسبة لكورونا هو البروباجاندا التي تواكبه ، وهذا يعطي الشعوب احساس بالاستهتار الى حد ما بالوقاية منه.

وايضاً الشك في انه لدي بعض الحكومات اجندة خاصة تريد تطبيقها عبر حدث مثل هذا الفيروس ولن تتمكن من تطبيقها الا عن طريق الاحكام العرفية التي تطبق عند اعلان حالة الطوارئ قد ساعد في عدم الاقتناع بأن هذا فعلاً مرض مميت وقد انتشر بشكل وبائي في العالم. عدم وجود مصداقية من الشعوب تجاه الإعلام المؤسسي الأمريكي العالمي أدي الى عدم تصديق ما يقال. وتضارب التصريحات المختلفة بالنسبة لكورونا ترك الشعوب محتارة بين الهلع وعدم الاكتراث وهذا يرجع الى الإقتناع الشخصي لكل فرد على حدى.
اختلف الأطباء في نظرتهم لكورونا فالبعض يقول انه نوع اخر من الانفلونزا والبعض الآخر يعترض ويقول انه مرض خطير شديد الانتشار وقد يسبب الوفاة ويجب التعامل معه بحذر شديد.

ولكن بعد اعلان منظمة الصحة العالمية عن انه فعلاً وباء عالمي فقانونيًا لابد وان تطبق كل الحكومات الأعضاء في الأمم المتحدة القوانين الموضوعة لمثل هذه الظروف. ولكن هذا لا يعني ان الشعوب مقتنعة بها. وقد يسبب ذلك الكثير من التوتر بين الشعوب وحكوماتها، قد تصل الى حد الصدام.
وهذا الوضع تماماً ما تنبأ به الكثير من الكتاب المستقلين في امريكا. بل وتنبأوا ايضاً بالأسباب والدوافع من وراء اتخاذ مثل هذه الاجراءات. منذ بعد ظهور الانترنت وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي ، والمعلومات تتدفق دون حدود وبسرعة كبيره وبانتشار غير مسبوق، وهذا أضعف قبضة الإعلام المؤسسي والقائمين عليه بالنسبة للشعوب. ولم يتفاقم هذا الوضع الا منذ سنوات معدودة عندما بدأ بعض الكتاب ذوي السمعة الطيبة والمصداقية العالية يكتبون ويبرهنون بالمنطق وبالدلائل المادية على ما يدعوه من أعمال تقوم بها بعض الحكومات ضد شعوبها وفضح هذه الأعمال للشعوب. فسادت حالة من التشكك وعدم المصداقية بين الشعوب وحكامها. ونجد ذلك في كثير من الدول الغربية التي كانت قد اسأت حكوماتها استخدام الأعلام لتغييب وعي شعوبها مثل امريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا وبعض دول الشمال، فنجد أن من تمادوا في تطبيق “العولمة” حتى طالت اثارها الاقتصادية الشعوب، ظهر بها الميول الى اليمين ، واليمين المتطرف ، في مقابلة للعولمة. فنجد ثورة السترات الصفراء في فرنسا ونجد الكثير من الأحزاب اليمينية تفوز في الانتخابات في هذه البلاد. وعندما تحاول الحكومات تطبيق بعض القوانين نجد الشعب نفسه يقوم بالتظاهر او التكتل في عمل جماعى يقاوم تطبيق مثل هذه القوانين كما حدث مؤخراً في امريكا، بدأ بولاية فيرچينيا ثم إمتد لولايات أخرى بإعلان مقاطعات كمحميات لإيواء حاملي السلاح.

منذ فترة ويحذر الكثير من الكتاب، وعبر سيناريوهات مختلفة، من تطبيق حالة الطوارئ في امريكا والتي تعطي الرئيس صلاحيات تطبيق الاحكام العرفية. وتناول كل واحد منهم الموضوع من وجهة نظره الخاصة وحسب توجهه وإيمانه. فالبعض اتجه نحو تفسير ذلك من منطلق سياسي محض والآخرين يفسرونه من منطلق ديني وآخرين يوعزوا دوافعه الى الاقتصاد. ولكن عندما تؤخذ كل هذه الآراء مجتمعة تظهر صورة قاتمة لما يمر به العالم حالياً.
من يفسرون الوضع الحالي من منطلق ديني هم طرفين. الطرف الذي يستخدم “الدين” كأساس لتصرفات خارقة للقانون والأعراف وحتى الإنسانية، متذرعين بأن الدين يحتم عليهم ذلك. وهؤلاء هم اليهود التلموديبن والذين انشقوا عن دين التوراة والفوا دينهم التلمودي والذي يتخذ من مبادئ الصهيونية اساساً له. وهؤلاء يخترعون “تنبؤات” يعزونها للتلمود كلما أرادوا تطبيق خطوه غير قانونية تساعدهم في تحقيق طموحاتهم الدنيوية. وبذلك ادخلوا الدين في السياسة واستخدموه لتلبية طموحاتهم.
والجزء الثاني ممن استخدم الدين هم من يرجعون الى الديانة الصحيحة كانت يهودية او مسيحية ويكشفون اكاذيب التلموديبن من نفس كتب التوراة والإنجيل. ومن هؤلاء كل من ريك وايلز Rick Wiles وستيفن بن نونSteven Ben Noon وآدم جرين Adam Green . وهناك اخرين يتكلمون من منطلق سياسي محض مثل بريان كريسبين Brian Crispin وچيمس كوربت James Corbett وفنسا بيلي Vanessa Beeley وپول كريج روبرتس Paul Craig Roberts وألكسندر ميركوريسAlexander Mercouris وويتني ويب Whitney Webb، والذين يحللون كل شئ من منطلق الاقتصاد مثل رون بول Ron Paul وطلال أبو غزالة. وجملة تحاليلهم تعطي صوره كاملة الزوايا بالنسبة لما يحدث الان وكيفية فهمه وفهم دوافعه.
ومن ناحية أخرى نجد الحكومة الأمريكية المسيطر عليها التلموديبن تتحكم في الإعلام المؤسسي وتنشر فقط وجهة النظر الرسمية وما تريده فقط وتهاجم وتحظر وتعتم على كل ما لا يتوافق مع رؤيتها. ولكن لوجود الانترنت والأصوات المستقلة ذات المصداقية وكشفها لكل الكذب والمعلومات المغلوطة التي يبثها الإعلام المؤسسي، نجد زيادة في التشكيك في نوايا الحكومات المتتابعة لانها كلها تتبع اجندة واحدة وهي اجندة التلموديبن، الذين يستخدمون العولمة للوصول لأغراضهم.
حذر هؤلاء الكتاب ومقدمي البرامج على الانترنت من تطبيق قانون نوح Noahide Laws كقانون أمريكي يعاقب مخترقينه بما ينصة، ولكن مازال هناك من لا يعرفون حتى بوجود هذا القانون، ناهيك عن عقوباته. وحذر كتاب الانترنت او الإعلام البديل، من استخدام “معاداة السامية” anti Semitism كذريعة للحد من حرية التعبير،. وحذر كتاب الاقتصاد في اليوتيوب من وشوك وحتمية إنهيار اقتصاد امريكا والذي نراه يحدث الان، والذي مازال الإعلام المؤسسي ينفيه.

كل هذا جعل الشعب الأمريكي يتشكك في كل ما يقال له عبر الحكومة والإعلام المؤسسي، ومن ضمن ذلك التخوف والهلع من وباء كورونا. وهذا سلاح ذو حدين، إذ انه يبقى المتشككين يقظين لكل ما تحاول فعله الحكومة من إجراءات تدفع بأجندة التلموديبن للأمام. فمثلاً المقاومة الشديده للتطعيم في امريكا اساسها… التخوف من محاولة التلموديبن التخلص من ثلث سكان العالم عن طريق التطعيم. والتخوف من قانون نوح يكمن في العقوبات التي يتضمنها لمن يخالفها، فقط من غير اليهود. والتخوف من محاولة إلغاء مادة اقتناء وحمل السلاح في الدستور هو التخوف من عدم المقدرة على الدفاع عن حقوقهم الدستورية في ظروف مماثلة تمامًا لما يمرون به الان.
وكانوا جميعاً قد وصلوا الى نفس النتيجة وهي ان الاقتصاد الأمريكي ينهار ولكي تتمكن امريكا من ايعاذ سبب هذا الانهيار الى عامل دولى خارجي فعليها القيام بحرب عالمية تهدم باقي اقتصادات العالم لكي تتساوى مع اقتصادها المنهار. وكان لابد من توقيت محكم لذلك بحيث يظهر الانهيار الاقتصادي على انه نتيجة لهذه الحرب وليس العكس.

غداً استكمل الجزء الثاني من المقال حيث نري كيف تنفذ الخطة الان على الأرض والخطوات التي تتخذ على أساس ما قد وضع مسبقاً من قوانين يمكن تفعيلها الان للسيطرة وتطبيق اچندة النظام العالمي الجديد.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد