سواق تاكسى
سامح ٤٨ سنه سواق تاكسى متجوز وعنده طفله مريضه بالقلب ، فى يوم ٢٨ يونيو السنادى ، الساعه ٨:٣٥ بالليل ركب معاه شاب أسمر ورفيع ولابس تيشرت أبيض وبنطلون أسود ..
سامح مريض سكر وبيتعالج بالأنسولين ،وفى لحظه حس ان السكر أرتفع عليه وبدأ يحس بزغلله ودوخه شديده ،للأسف سامح اليوم ده علاجه خلص ، وماكنش معاه فلوس كافيه يجيب بيها العلاج بتاعه ، فا قرر انه يأجل الجرعه لأخر اليوم لغاية ما يلم تمن العلاج ، فجأه ماحسش بنفسه غير تانى يوم وهو نايم على السرير فى مستشفى عام ..
سأل على اللى حصله قالوله واحد بنفس مواصفات الشاب اللى ركب معاه ، جابه ومشى..
الراجل بعد مافاق لا لقى التاكسى ولا موبيله ولا حتى محفظته ..
حتى الشاب لما طلبوا بياناته فى الإستقبال ، سابلهم بيانات سامح ودفع الحساب ومشى .. عملية نصب رسمى ، بس نصاب قلبه حنين شويه ، استحرم يرميه فى الشارع وعالجه ، حاجه توجع القلب الناس بتاكل بعض، ماحدش بيرحم …
سامح طلع من المستشفى زى المجنون على قسم الشرطه ، وعمل بلاغ بسرقة التاكسى وساب مواصفات الشاب ده ومكان ما ركب منه ، وبمراجعة كاميرات المستشفى خدو صورته ..
سامح من الصدمه ماقدرش يروح البيت فضل يلف فى الشوارع وهو بيبكى من حسرته على نفسه ، فى لحظه ضاع كل اللى عمله ، بالمناسبه قبل الواقعه دى بشهر سامح كان دافع أخر قسط فى التاكسى بالمرار وطلوع الروح وفى الاخر راح منه فى لحظه …
فضل يعاتب ربنا ويصرخله بدموعه ، يرضيك يارب بعد كل الشقى ده عشان الاقى مصدر دخل اصرف منه على مرض بنتى وفى الاخر يتسرق منى وابقى على الحديده ، طيب مش مهم انا ، البنت الغلبانه دى اعمل فيها ايه ، اشحت بيها ؟
كان بيكلمه وهو بيعيط عياط شديد فى الشارع ، لدرجة الناس فى الشارع مسكوه وقعدوه على كرسى وجابوله ميه ..
وواحد بتاع تاكسى وقفله قاله بيتك فين وانا أوصلك ..
سامح قاله العنوان ، ولما وصلوا ،سامح نزل من التاكسى زى المجنون كأن الكهربا مسكت فيه ..
اللى شافه كان غير متوقع تماماً..
لقى التاكسى بتاعه راكن تحت بيته ..
طلع شقته بسرعه لقى مراته وبنته نايمه على السرير ومتعلق لها جهاز تنفس …
الغريب بقى إن مراته كانت عارفه إنه تعبان وفى المستشفى ، لما سأل على اللى حصل ..
قالتله ..
-البنت تعبت قوى إمبارح وإتصلت بيك رد عليا صحبك وقالى انك جاتلك غيبوبة سكر ونقلك على المستشفى ، ربنا يكرمه جانى بالتاكسى بتاعك وخدنا على المستشفى ، لولاه كانت البنت ماتت ، ربنا يعوضه ماخلنيش أصرف قرش …
ساعتها سامح أتكسف من نفسه جدااا قدام ربنا ، لأن لو ماقابلش الشاب ده ، ماكنش حد هايلحقه ولا يلحق بنته ..
بالمناسبه سامح إتنازل عن المحضر ، وفضل يدور على الشاب ده فى كل مكان مالقهوش تانى ..
ثق تماماً فى قول الكتاب ..
كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله .?