قصة حقيقية في كلية الطب الجزء الثانى
ضحكت الدكتورة وقالت: “مافيش مشكلة أنا مسامحة… وحقولكم حكاية حلوة بما إنها أول محاضرة لي معاكم.”
وبدأت تحكي لهم:
“من 20 سنة قبل ما تتولدوا كان فيه سواق ميكروباص اسمه أحمد عنده بنت بتدرس في سنة أولى طب في نفس سنكم بالظبط. لما فاطمة تخلص الكلية، بتروح للموقف اللي بييجي فيه والدها ياخدها في الميكروباص مع الركاب ويوصلها لبيتهم الصغير جدًا. وفي الطريق، فاطمة كلمت والدها وقالت له إنها محتاجة 10000 جنية بكرة عشان تشتري شوية كتب وجهاز قياس الضغط ومريول أبيض.
فرد والدها وقال: “لازم بكرة يا بنتي؟”
فاطمة: “أيوه والله يا بابا، الدكاترة كده طلبوا مننا.”
أحمد وهو مش عارف يدبر المبلغ: “ربنا يفرجها يا بنتي… انتي روحي البيت اتغدي وذاكري وأنا هتأخر شوية في الشغل.”
فاطمة بخوف: “بلاش النهارده يا بابا، الجو برد ومطر ومافيش حد في الشوارع.”
أحمد: “ربنا هو الحافظ يا بنتي.”
وبعد ما نزل الركاب في الموقف، وصل فاطمة للبيت ورجع للموقف تاني.
فضل أحمد يشيل الركاب في عربيته من العصر لحد الساعة 2 الصبح…
حتى ما شافش ركاب في الشارع فاضطر يمشي بعربيته فاضية من غير أي ركاب بعد ما جمع لبنته فاطمة 7000 جنيه بس من الفلوس اللي طلبتها منه.
وفي الطريق وقف واحد لابس بدلة سودا وقميص أزرق وكرافاتة بيضا بيشاور لعربية أحمد وكأنه بيستغيث بيه… وقف أحمد بالميكروباص.
فقال له الراجل: ممكن توصلني وهديك اللي انت عايزه..
ركب الراجل جنب أحمد قدام وقال له: معلش يا معلم أنا ما معيش فلوس ممكن توصلني البيت وأحاسبك هناك.
ما بصش أحمد لبدلة الراجل الغالية ولا لشياكته وأناقته ويتساءل إزاي راجل زيه يلبس أغلى اللبس وما معهوش فلوس.. إنما قال له: مش بينا فلوس..
بص الراجل لأحمد وقال له: وأنا رايح البيت طلع عليا شوية حرامية سرقوا عربيتي ورموني في المكان اللي شفتني فيه.
أحمد بدهشة: معقول… طيب خلينا نروح نعمل محضر يا أستاذ..
رد الراجل قائلاً: محتاج بس أروح البيت أغير هدومي وأطمن مراتي وولادي وأروح القسم أعمل محضر بالواقعة.
أحمد: العربية مش مهمة ولا الفلوس المهم إنك بخير الفلوس بتيجي وتروح يا أستاذ.
ولما وصل أحمد لبيت الراجل…
قال له الراجل: استناني أغير هدومي وأجي معاك القسم أعمل بلاغ بسرقة العربية.
أحمد: حاضر أنا مستنيك يا أستاذ.
دخل الراجل وبعد أقل من دقيقة سمع أحمد صوت الراجل وهو بيصرخ: إلحقني يا أحمد إلحقني..
جرى أحمد على البيت بسرعة: إيه اللي حصل يا أستاذ؟
الراجل وهو مرعوب: أنبوبة الغاز بتسرب ومراتي وعيالي مغمي عليهم… انقلهم معايا للعربية بسرعة..
فأخذ أحمد الطفلين بسرعة للميكروباص وشال الراجل مراته للعربية واتجهوا للمستشفى.. وتم إنقاذهم..
خرج الراجل بعد ما حمد ربنا كتير وهو بيقول لأحمد: أنا مديون لك بحياتي، أنا تحت أمرك في أي وقت..
وبعدين طلع فلوس عشان يديها لأحمد، لكن أحمد رفض وقال: يا أستاذ والله ما باخد حاجة… حتى لو ما كانت عربيتك مسروقة أو حصل اللي حصل ما باخدش منك فلوس.. عارف ليه يا أستاذ؟
استغرب الراجل وقال: ليه يا أحمد؟
فقال أحمد: أنا اشتريت الميكروباص ده من 20 سنة.. مراتي فرحت بيه كتير الله يرحمها واتفقنا إن كل يوم وأنا رايح آخر مشوار يبقى لوجه الله عشان ربنا يحفظني ويحفظ طريقي ويبعد عني ولاد الحرام.