الميراث 3
وقتها رجعت أوضتي وأنا مش مستوعب إزاي ده حصل، خاصةً وإن الدور بقى عليا .. فضلت أدور على الوصية دي مكان ما سبتها، لكنها كانت اختفت، واختفت معاها والدتي، واللي بعد رحلة بحث يائسة سمعت صوتها بتندهلي، ومصدر الصوت كان قريب من أوضة أيمن .
لما رجعت لاقيتها هناك فعلاً .. ماسكة الورقة في إيدها وبتضحك بسخرية، وبعدها رمتها قدامي واختفت، والغريب إن الورقة ماكانتش فاضية المرادي رغم إني متأكد إني ماكتبتش فيها أي حاجة .
” نصيب سالم لعمر، وفاطمة (والدتي) الض* حية ”
دا كل اللي كان مكتوب فيها، واسم والدتي في ضهرها بنفس اللون الأحمر، واللي بمجرد ما شفته اكتشفت إن نفس الموضوع حصل مع إخواتي وماكانش من إختيارهم زي ما عرفت .
المكان بدأ يضلم بالتدريج، والدخان بدأ يملا المكان، ووالدتي بتقرب مني وهي ماسكة حبل وبتضحك قبل ما وشها وملامحها تتبدل لكائن بشع لا يمكن يكون هي بأي حال من الأحوال .. كانت بتبصلي بصات مريبة وهي بتهمس :
– والدك اختار والدتك وخان عهده معايا بعد ما اديته كل حاجة، عشان كده لازم كل اللي من نسله يدفع الضريبة زي ما هو دفعها، والدور عليك انت .. أقرب مما تتخيل .
فضلت تقرب مني وأنا بجري قدامها زي المجنون قبل ما تختفي من المكان والنور يرجع وأنا مش مستوعب أي حاجة، وبعد لحظات سمعت صوت جاي من أوضة والدتي، كأن حد بيصر* خ أو بيستغيث، ودخان خارج من أوضتها .
كانت والدتي نفسها، مربو* طة في أوضتها بحبال كتير، وملفوف حوالين بوقها قماشة عشان ماتطلعش صوت، وبالرغم من كده صوتها وصلني .. كانت بتستغيث بعد ما المس* خ دا عمل فيها كده، وقبل ما أنطق بأي كلمة سألتني على الورقة،
ودا اللي خلاني أشك في إنها المس* خ نفسه قبل ما تأكدلي إنها والدتي الحقيقية بسر ماحدش يعرفه عني غيرها .
– نصحت أبوك كتير إنه يبعد عن الطريق ده لكنه ماسمعش كلامي ولا مرة، وبالتالي كان لازم نتوقع نتيجة زي دي .. لا يمكن علاقة بين إنس وجن تنتهي نهاية سعيدة إطلاقاً .
– مادام مشكلتها معاكي انتي ليه عملت كده في إخواتي ؟ ليه مابدأتش بيكي انتي مثلاً ؟
– أنا نهايتي جاية لا محالة، لكنها هتكون بش* عة أكتر لو شفتكم بتروحوا قدام عيني واحد ورا التاني .. دا هدفها الرئيسي، وإلا كانت قت* لتني أنا من البداية .
– يعني كده مفيش خلاص منها ؟
– فيه حل واحد …….