قصة زوجة من الشارع الجزء 4
بعد أن هربت ليلى وسامي من الحديقة، وجدا نفسيهما في شوارع المدينة المظلمة. كانت الأمطار لا تزال تتساقط، مما جعل الأجواء أكثر كآبة. لكنهما لم يتوقفا، كانا بحاجة إلى مكان آمن للتفكير في ما حدث.
“علينا أن نذهب إلى منزلي,” اقترح سامي، “هناك يمكننا التحدث بحرية.”
وصلوا إلى شقة سامي، حيث أغلق الباب بإحكام. كان المكان صغيرًا ومليئًا بالكتب والأوراق المبعثرة، لكن ليلى شعرت بشيء من الأمان.
“ما الذي يحدث هنا، سامي؟” سألت، وهي تتنفس بصعوبة. “لماذا كان هؤلاء الأشخاص يهاجمونك؟”
“لقد كنت أبحث عن شيء مهم،” أجاب سامي، وهو يجلس على الأريكة. “شيء يتعلق بالقلادة. هناك مجموعة من الناس، يطلقون على أنفسهم ‘حراس الظلام’، يسعون للسيطرة على القوى الموجودة في الحديقة. لقد اكتشفت أنهم يخططون لشيء كبير، شيء قد يهدد الجميع.”
“لكن لماذا لم تخبرني؟” تساءلت ليلى، مشاعر الخوف والقلق تتصاعد في قلبها. “كنت سأساعدك!”
“كنت أخشى عليك،” قال سامي، وهو ينظر إلى عينيها. “لكن الآن، يبدو أن الأمور قد تفاقمت. يجب أن نتحرك بسرعة.”
بينما كانا يتحدثان، سمعا صوت طرقات قوية على الباب. تجمدت ليلى في مكانها، بينما نظر سامي إلى الباب بقلق. “من يكون؟”
“لا أدري،” همست ليلى، “لكن علينا أن نكون حذرين.”
فتح سامي الباب بحذر، ليجد شخصًا غريبًا يقف في المدخل. كان يرتدي معطفًا أسود، وعيناه تتلألأان في الظلام. “أحتاج إلى التحدث إليكما،” قال بصوت هادئ، لكنه يحمل تهديدًا.
“من أنت؟” سأل سامي، وهو يحاول إغلاق الباب، لكن الشخص الغريب دفعه بقوة ودخل الشقة.
“أنا هنا لأخبركم بأنكم في خطر،” قال الغريب، وهو ينظر إليهما بجدية. “حراس الظلام لن يتوقفوا عند أي شيء للحصول على ما يريدون.”
“ماذا تريد منا؟” سأل سامي، وهو يحاول فهم نوايا هذا الشخص.
“أريد مساعدتكم،” أجاب الغريب. “لكن يجب أن تعرفوا أن الأمور ستصبح أكثر خطورة. لقد قُتل أحدهم الليلة الماضية، وكان جزءًا من المجموعة التي تحاول إيقاف حراس الظلام.”
“ماذا؟” صاحت ليلى، وهي تشعر بالصدمة. “من قُتل؟”
“أحد أصدقائي،” قال الغريب، وهو يلتفت نحو النافذة. “كان يحاول جمع المعلومات عنهم، لكنهم اكتشفوا أمره. إذا لم تتحركوا بسرعة، قد تكونون الهدف التالي.”
“كيف نساعدك؟” سأل سامي، وهو يشعر بالقلق.
“علينا أن نذهب إلى الحديقة مرة أخرى،” قال الغريب. “هناك شيء يجب أن نفعله قبل أن يفوت الأوان. يجب أن نكتشف من يقف وراء هذه المؤامرة.”
“لكننا لا نستطيع العودة إلى هناك!” اعترضت ليلى، “إنه خطر!”
“إذا لم تذهبوا، ستدفعون ثمنًا باهظًا،” قال الغريب، وعيناه تتألقان بحزم. “الوقت ينفد.”
تبادلت ليلى وسامي نظرات مليئة بالتوتر، لكنهما أدركا أنهما ليس لديهما خيار آخر. “حسناً، سنذهب،” قال سامي، وهو يلتقط القلادة من الطاولة. “لكن يجب أن نكون حذرين.”
“لنذهب،” قالت ليلى، وهي تشعر بالعزم يتجدد في قلبها. “لن نسمح لهم بالسيطرة علينا.”
خرجوا من الشقة، متجهين نحو الحديقة القديمة مرة أخرى، حيث كانت الأسرار تنتظرهم، وخيوط المؤامرة تتشابك في الظلام. لكنهم لم يعرفوا أن هناك من يراقبهم، وأن الخطر كان يقترب أكثر من أي وقت مضى.