قصة زوجة من الشارع الجزء 5
وصلت ليلى وسامي مع الغريب إلى الحديقة القديمة، حيث كانت الأجواء مشحونة بالتوتر. كانت الأشجار تتمايل بفعل الرياح، والظلال تتراقص تحت ضوء القمر. “علينا أن نكون حذرين،” همس الغريب، وهو ينظر حوله. “حراس الظلام قد يكونون هنا في أي لحظة.”
“ما اسمك؟” سألت ليلى، وهي تحاول معرفة المزيد عن هذا الشخص الغامض.
“أنا رائد،” أجاب، وهو يراقب المكان بعناية. “كنت جزءًا من مجموعة تحاول إيقافهم، لكنهم اكتشفوا خطتنا.”
بينما كانوا يتقدمون، شعرت ليلى بشيء غريب في الهواء، وكأن هناك شيئًا غير مرئي يراقبهم. “هل تعتقد أن هناك أحدًا هنا؟” سألت، وهي تتطلع حولها.
“نعم،” أجاب رائد، “لكننا بحاجة إلى الوصول إلى مركز الحديقة. هناك شيء مهم يجب أن نفعله.”
تقدموا بحذر، وعندما وصلوا إلى وسط الحديقة، وجدوا دائرة من الأحجار القديمة. كانت هناك رموز غامضة محفورة عليها، تتلألأ في ضوء القمر. “هذا هو المكان،” قال رائد، وهو يشير إلى الدائرة. “يجب أن نستخدم القلادة هنا.”
“ماذا ستفعل؟” سأل سامي، وهو يشعر بالقلق.
“سأقوم باستدعاء القوى التي تحمي هذا المكان،” أجاب رائد. “إذا نجحنا، يمكننا إيقاف حراس الظلام.”
بينما كان رائد يستعد، سمعوا أصوات خطوات تقترب. “إنهم هنا!” صرخ سامي، بينما بدأوا في البحث عن مكان للاختباء.
ظهر عدد من الأشخاص يرتدون ملابس سوداء، ووجوههم مغطاة بأقنعة. “لقد وجدناكم،” قال أحدهم بصوت عميق. “لن نسمح لكم بإفساد خططنا.”
“علينا أن نتحرك!” صرخ رائد، وهو يرفع القلادة عالياً. بدأت القلادة تتوهج بشكل متزايد، مما جعل الظلال تتراجع قليلاً.
“لا تظنوا أنكم تستطيعون الهروب،” قال قائد حراس الظلام، وهو يتقدم نحوهم. “لقد قُتل أحدنا، ولن نسمح لكم بالنجاة.”
“لن نسمح لك بالسيطرة على هذا المكان!” رد سامي، وهو يقف بجانب رائد.
بدأت المعركة، حيث اندلعت الفوضى في الحديقة. استخدم رائد القلادة لإطلاق طاقة قوية، مما جعل حراس الظلام يتراجعون. لكنهم كانوا أكثر عددًا، وبدأوا في محاصرتهم.
“ليلى، استخدمي القلادة!” صرخ رائد، وهو يحاول صد الهجمات. “تحتاجين إلى التركيز!”
شعرت ليلى بالخوف، لكنها تذكرت ما قاله رائد. “لا أستطيع!” صاحت، بينما كانت تحاول البقاء على قدميها.
“يمكنك ذلك،” قال سامي، وهو يقاتل بجانبها. “أنتِ قوية، ليلى. استخدمي قوتك!”
استجمعت ليلى شجاعتها، وأمسكت بالقلادة. شعرت بالطاقة تتدفق من خلالها، وبدأت تتحدث بكلمات غامضة لم تفهمها. فجأة، انطلقت موجة من الضوء، مما جعل حراس الظلام يتراجعون في ذعر.
“هذا هو!” صرخ رائد، وهو يشجعها. “استمري!”
بينما كانت ليلى تركز، بدأت الرموز على الأحجار تتوهج، وظهرت أشكال ضبابية من الضوء حولهم. “نحن هنا لحمايتكم!” صرخ صوت غامض من بين الضباب.
استمرت المعركة، لكن مع كل لحظة، كانت قوة ليلى تزداد. شعرت بأنها ليست وحدها، وأن هناك قوى قديمة تدعمها.
“لا تستسلموا!” صرخ رائد، وهو يقاتل بشجاعة. “نحن نقترب من النصر!”
لكن فجأة، شعروا بوجود شيء أكبر يقترب. كان هناك ظل ضخم يلوح في الأفق، وكأن الظلام نفسه قد تجسد. “لن تنجحوا في إيقافنا!” صرخ قائد حراس الظلام، وهو يتقدم نحوهم.
“علينا أن نكون معًا!” صرخ سامي، وهو يقف بجانب ليلى ورائد. “لن نسمح لهم بالسيطرة على مصيرنا!”
في تلك اللحظة، اجتمعوا معًا، ورفعوا القلادة عالياً. “معًا، نحن أقوى!” صاحت ليلى، بينما انطلقت موجة من الطاقة، محطمة الظلام الذي كان يقترب.
تلاشت الظلال، وبدأت حراس الظلام في التراجع. لكن ليلى شعرت أن المعركة لم تنته بعد، وأن هناك المزيد من الأسرار التي يجب اكتشافها.
“لن نتوقف هنا،” قالت ليلى، وهي تنظر إلى سامي ورائد. “علينا أن نعرف من يقف وراء كل هذا.”
“نعم،” أجاب رائد، وهو يلتقط أنفاسه. “هذه مجرد بداية. يجب أن نكون مستعدين لما هو قادم.”
وهكذا، بينما كانت الحديقة تعود إلى هدوئها، أدركوا أنهم دخلوا في مغامرة أكبر مما تخيلوا، وأنهم بحاجة إلى مواجهة الظلام الذي لا يزال يلوح في الأفق.